يهتم موقعنا ببعض القصص ذات الطابع التاريخي أو الديني، والتي وقعت في حقبة ما، ليس الغرض من سياقها مجرد التسلية والاستمتاع بما فيها من غرائب وعجائب، كلا، إنما المقصود الاعتبار بها والاتعاظ منها والانتفاع بما فيها من دروس وفوائد
مرضت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فجاء سيدنا علي بن أبي طالب إليها وقال : يا فاطمة ما يريد قلبك من حلاوة الدنيا ؟
فقالت : يا علي أشتهي رماناً، فتفكر ساعة لأنه ما كان معه شيء، ثم قام وذهب إلى السوق وأستقرض درهما واشترى به رمانا، فرجع إليها، فرأى شخصا مريضا مطروحاً على قارعة الطريق، فوقف علي رضي الله عنه فقال له : ما يريد قلبك يا شيخ ؟
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال رجل من القوم : الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من القائل كلمة كذا وكذا ؟
قال رجل من القوم : أنا يا رسول الله
قال : عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء.
قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
صدق الحجاج بن يوسف الثقفي حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب : لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل، فهم قتلة الظلمة وهادمي الأمم، وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل، و لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، فاتقي غضبهم، ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم، فانتصر بهم فهم خير أجناد الارض، واتقي فيهم ثلاثا :
سقط رجل في بئر وبدأ يصرخ مستغيثاً، فسمع الناس صراخهُ فقدموا لإنقاذه ورفعوهُ من البئر، فجاء رجل وأعطاهُ كأس لبن ليشربها ويرتاح، ثم سألوه : كيف سقطت في البئر.
فبدأ هذا الرجل يصف لهم بالتفصيل كيف سقط، ووقف على حافة البئر، ولكن في هذه المرة، سقط ومات.
تزوج الحجاج بن يوسف الثقفي من إمرأة إسمها "هند بنت المهلّب" رغما عنها وعن أبيها، وكانت ذات جمال أخاذ. وكان الحجاج بن يوسف كما تعلمون دميماً، وكانت تكرهه وتتمنى الخلاص منه، وأحس بهذا فسلط عليها خادماً له يثق فيه يتجسس عليها، فبلغه الخادم أنها تقضي أغلب وقتها تبكي وتلعن اليوم الذي تزوجت فيه الحجاج، فأخذ الحجاج يراقبها في وقت خلوها بنفسها، وذات مرة وبعد مرور سنة، جلست هند أمام المرآة تندب حظها وتشتكي كرهها له، وتسأل نفسها كيف الخلاص منه وتقول :
باع تاجر مزارعا بئر ماء وقبض ثمنه، وحين جاء المزارع ليروي من البئر إعترض التاجر طريقه وقال له : لقد بعتك البئر وليس الماء الذي فيه، وإذا أردت أن تروي من البئر فعليك أن تدفع ثمن الماء.
رفض المزارع أن يدفع ثمن الماء، واتجه مباشرة إلى القاضي واشتكى التاجر إليه، فاستدعى القاضي التاجر ليستمع إلى الطرفين، وبعد سماع كل منهما، قال القاضي للتاجر : إذا كنت قد بعت البئر للمزارع بدون مائها، فعليك بإخراج الماء منها لأنه لا يحق لك الإحتفاظ بمائك فيها، أو إدفع إيجارا للمزارع بدل الإحتفاظ بمائك في بئره.
عرف التاجر بأن خطته قد فشلت، فترك المحكمة وخرج مهزوما.
كان هشام بن عبد الملك بن مروان ذاهباً إلى الصيد في أحد الأيام، فنظر إلى ظبي فتبعه بالكلاب، فبينما هو خلف الظبي إذ نظر إلى صبي من الأعراب يرعى غنماً، فقال هشام بن عبد الملك له : يا غلام، دونك هذا الظبي فاتني به، فرفع رأسه إليه وقال : يا جاهلاً بقدر الأخبار، لقد نظرت إلي بالإستصغار، وكلمتني بالإحتقار، فكلامك كلام جبار، وفعلك فعل حمار.
كان سهيل بن عمرو على سفر هو وزوجته، وفي أثناء الطريق، إعترضهم قطاع الطرق وأخذوا كل ما معهم من مال وطعام، وجلس اللصوص يأكلون ما حصلوا عليه من طعام وزاد، فانتبه سهيل بن عمرو أن قائد اللصوص لا يشاركهم الأكل فسأله : لماذا لا تأكل معهم ؟
كان هناك طفل يدعى "جاوس" وكان جاوس طالباً ذكياً، وذكائه من النوع الخارق للمألوف، وكان كلما سأل مدرس الرياضيات سؤالاً كان "جاوس" هو السباق للإجابة على السؤال، فيحرم بذلك زملائه في الصف من فرصة التفكير في الإجابة.
وفي إحدى المرات سأل المدرس سؤالاً صعبا، فأجاب عليه جاوس بشكل سريع مما أغضب مدرسه، فأعطاه المدرس مسألة حسابية وقال : أوجد لي ناتج جمع الأعداد من 1 إلى 100 طبعاً كي يلهيه عن الدرس ويفسح المجال للآخرين.