يهتم موقعنا ببعض القصص ذات الطابع التاريخي أو الديني، والتي وقعت في حقبة ما، ليس الغرض من سياقها مجرد التسلية والاستمتاع بما فيها من غرائب وعجائب، كلا، إنما المقصود الاعتبار بها والاتعاظ منها والانتفاع بما فيها من دروس وفوائد

قصة الأعرابي رفيق الرسول (ص) في الجنة

بينما النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف إذا سمع أعرابياً يقول : يا كريم


فقال النبي صلى الله عليه وسلم خلفه : يا كريم


فمضى الأعرابي إلى جهة الميراب وقال : يا كريم


فقال النبي صلى الله عليه وسلم خلفه : يا كريم



فالتفت الأعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك، ورشاقة قدك، لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم.


فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟


قال الأعرابي : لا


قال النبي صلى الله عليه وسلم : فما إيمانك به؟


قال : آمنت بنبوته ولم أره، وصدقت برسالته ولم ألقه.


قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أعرابي، إعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة.


فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم.


فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مه يا أخا العرب. لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً.


فهبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا محمد، السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام، ويقول لك : قل للأعرابي، لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقطمير.


فقال الأعرابي : أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟


قال : نعم يحاسبك إن شاء.


فقال الأعرابي : وعزته وجلاله، إن حاسبني لأحاسبنه.


فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ 


قال الأعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه.


فبكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى إبتلت لحيته فهبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك : يا محمد، قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم، وقل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه، فإنه رفيقك في الجنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Commenter ici:

Free counters!